الاثنين، 2 مارس 2015

استخدامات النبات

مفهوم النباتات الطبية والعطرية :-
تعريف النبات الطبي " بأنه كل شىء من أصل نباتى ويستعمل طبيا ً فهو نبات طبى " ويعرف النبات الطبي بأنه النبات الذى يحتوى على مادة أو مواد طبية قادرة على علاج مرض معين أو تقليلا ألإصابة به أو التى تحتوى على المواد الأولية المستخدمة فى تحضير المواد الطبية.
أما النبات العطري هو أي نبات يحتوى على زيت عطرى " زيت طيار" فى جزء منه يستخدم فى تحضير العطور" كما يوجد نباتات تحتوى على زيوت عطرية
وتستخدم في علاج بعض الأمراض وتسمى هذه النباتات الطبية والعطرية .
أهم مجالات استخدام النباتات الطبية والعطرية :-
تتعدد المجالات التى يمكن أن تستخدم فيها النباتات الطبية والعطرية ،وهذه المجالات هي :-
تحضير بعض الأدوية مثل أدوية تسكين ألام المفاصل والالتهابات الروماتزمية وأدوية ارتفاع ضغط الدم وتصلب الشرايين وكمطهر.
إنتاج الزيوت الثابتة حيث تحتوى بذور بعض هذه النباتات على زيوت ثابتة تدخل فى تركيب بعض المستحضرات الطبية.
تجهيز الأغذية الخاصة بعلاج مرض تصلب الشرايين والذبحة الصدرية مثل زيت بذرة الهوهويا ، وعباد الشمس ، والكتان ، والخروع .
تحضير مستحضرات التجميل مثل مساحيق ، كريمات الشعر ، والصابون .
تستخدم فى صناعة الروائح والعطور ومن هذه النباتات الوردة ، والياسمين.
تصنيع المبيدات الحشرية وهى تعتمد على ما يوجد بالنباتات الطبية والعطرية من سموم قاتلة سواء للحشرات أو الفطريات من أمثاله هذه النباتات ( البيد ثرم ، والديرس ، والحناء والدخان)
1-  تستخدم كتوابل أو بهارات أو مشروبات  أو مكسبات طعم أو رائحة.
التصنيفات المختلفة للنباتات الطبية والعطرية :-
تصنيف النباتات الطبية والعطرية إلى مجموعات ذات خصائص مشتركة أو مميزات أو مواصفات متشابهة وذلك بقصد سهولة التعرف على هذه المجموعات ودراسة جميع الخصائص التى تجمع هذه النباتات  ويمكن تلخيصها فى ثلاث طرق وهى :-
أولا :- التصنيف المورفولوجى :-
حيث تصنف النباتات الطبية والعطرية تبعا للجزء المستخدم والذى يحتوى على المادة الفعالة / إلى :-
1- نباتات تستعمل بأكملها :-
وهى النباتات التى تتواجد بها المواد الكيمائية الفعالة بالأجزاء النباتية المختلفة دون أن تميل للتركيز أو التجمع فى عضو نباتى محدد دون الأخر ، ومن أمثلتها  " الصنور الأسود ، والونكا ، والشيخ الخرسانى ، والداتوره " .
2- نباتات تستعمل أوراقها :-
وهى التي تحتوى على المواد الكيميائية الفعالة فى أوراقها ومن أمثلتها : الريحان ، والنعناع ، والصبار ، والشاى ، والحناء .
3- نباتات تستعمل نوارتها أو أزهارها :-
وهى النباتات التى تتواجد موادها الفعالة سواء فى النوارة مثل :" البابونج ، والأقحوان"
أو توجد فى بتلات الأزهار كما فى الورد ، والياسمين ، والفل أو فى كأس الزهرة كما فى " الكركديه " أو مياسم الأزهار كما فى الزعفران.
4- نباتات تستعمل ثمارها :-
وهى النباتات التى تحتوى على المواد الكيميائية الفعالة فى ثمارها " كالشطة ، والخلة ، والكراوية .
5- نباتات تستعمل بذورها :-
وهى المواد التى تحتوى على المواد الكيميائية فى بذورها مثل "حبة البركة، والخردل ، والكاكاو ، والبن ، والخروع ، وعباد الشمس" .

6- نباتات يستعمل قلفها:-
مثل القرفة ، والصفصاف ، والحور ، وأبو فروة .
7- نباتات تستعمل أجزاؤها الأرضية :-
وهى قد تكون سيقان أرضية متحورة أو جذور وتدية أو جذور متدرنة وتوجد بها المواد الكيميائية الفعالة مثل : المغات ، و الجبوفيلا ، وعرق الحلاوة ، والعرقسوس ، ودرنات السحلب وغيرها.
ثانيا:- التصنيف الفسيولوجى أو العلاجى:-
وتصنف فيها النباتات تبعا لطبيعة العلاج أو الفائدة التى يمكن أن تجنى من استخدام هذه النباتات إلى :-
1- نباتات مسهلة أو ملينة :-
مثل السيناميكى ، والخروع ، والعرقسوس .
2- نباتات مسكنة أو مخدرة :-
مثل الصفصاف ( مسكن ) ، والخشخاش
3- نباتات مانعة لتهتك الأوعية الدموية الشعرية :-
مثل الموالح ، والحنطة السوداء .
4- نباتات منشطة للقلب :-
مثل الدفلة ، وبصل العنصل الأبيض، والديجتالس
5- نباتات مسببة للأحمرارت الموضعية :-
مثل نبات الخردل الأبيض والأسود ، والشطة السودانى.
ثالثا : - التصنيف التجاري:-
ويتم التصنيف تبعا لطبيعة المجال الذى تتبعه هذه النباتات تجاريا حيث تصنف إلى:-
1- نباتات طبية :-
وهى النباتات التي تتداول تجاريا بقصد استخدامها فى مجال تصنيع الأدوية ومنها :  الداتورة ، والنعناع ، والبردقوش ، والخلة الشيطانى .
2- نباتات التوابل والبهارات ومكسبات الطعم والنكهة والمكونات الطبيعية :-
وهى التى تستخدم لأغراض غذائية ومنها حبة البركة ، وجوز الطيب ، الكمون .
3- نباتات عطرية :-
وهى مجموعة النباتات التى تحتوى فى جزء كبير أو أكثر من أعضائها النباتية على زيوت عطرية طيارة يمكن استخدامها فى صناعة الروائح ومستحضرات التجميل وهى تجارة مثل الياسمين والورد ، والريحان.
4- نباتات مقاومة للحشرات :-
وهى النباتات التى تستخدم فى صورتها الطبيعية أو مستخلصاتها فى مقاومة وابادة الحشرات مثل : البيثرم ، والد يرس.
5- نباتات تستخدم فى صنع المشروبات :-
مثل : الشاى ، والبن ، الكاكاو ، والكولا ، والمغات ، والسحلب ، البابونج ، والتمر هندى ، والنعناع ، الكركريه .
أهم الدول المصدرة للنباتات الطبية والعطرية :-
النباتات الطبية والعطرية لها سوق عالمى ضخمة حيث بلغ قيمة الصادرات لأكبر 20دولة 609.9 مليون دولار أمريكى وهو ما يمثل 80.23 % من إجمالى الصادرات العالمية عام 2001م .
ومن أهم الدول المصدرة للنباتات الطبية والعطرية على مستوى العالم هى :- الصين - الهند – فرنسا – الولايات المتحدة الأمريكية – سنغافورة – شيلى .
وأهم الدول المصدرة للنباتات الطبية والعطرية فى الشرق الأوسط : مصر ، وإيران ، سوريا ، المغرب ، وتونس ، وأهم هذه الدول جمهورية مصر العربية ، حيث احتلت مصر المركز الحادى عشر بين دول العالم ، بحصة سوقية 2.33 %   من إجمالى الصادرات العالمية  ولذلك سوف يتم تناول واقع النباتات الطبية
والعطرية بشئ من التفاصيل فى مصر فى الجزء التابع.
ثانيا ً : النباتات الطبية والعطرية فى مصر :-
تعرف المصري قديما ً على الكثير من النباتات والأعشاب الطبيعية التى تنمو بريا ً فى بيئة مترامية الأطراف ، حيث وجد أن العديد منها قد يفيد فى الغذاء والبعض الأخر يصلح كدواء ، والى جانب ذلك استدل المصرى الأول على الكثير من النباتات العطرية ذات الرائحة الذكية ، وتعرف على خصائصها واستفاد من فوائدها فى تعطر الجسد بالرائحة الذكية وطرد الروائح الشريرة وعلى مر العصور وتعاقبها وتقدم الحضارات وازدهارها انتشرت تجارة التوابل والمحسنات والعطور امتد نطاق استخدامها واتسع تداولها فى الشرق والغرب مما ساعد على تدوين وتسجيل منافعها وفوائدها ، والدليل على ذلك ما وجد مسجلا على البرديات وفى المعابد  التى اكتشفت حديثا ً، إضافة إلى بعض زجاجات العطور التى عثر عليها ضمن أدوات الزينة فى القبور الخاصة بقدماء المصريين. وفى العصر الحديث اتسع نطاق استخدامها حيث تستخدم بطريقة مباشرة أو بعد استخراج موادها الفعالة فى الصناعات الغذائية وصناعة الأدوية والعطور والصابون ومستحضرات التجميل
مقومات إنتاج النباتات الطبية والعطرية :-
تتوفر في مصر الكثير من المقومات التى تساعد على ازدهار زراعة النباتات العطرية فيها ، لعل أهم هذه المقومات ما يلى :-
1- المناخ المناسب وتوفير أشعة الشمس على مدار العام ، وبذلك يمكن إنتاج هذه النباتات فى الوقت الذى يغطى فيه الجليد أوروبا وغيرها من البلاد.
2- توفر الأيدى العاملة الماهرة والمدربة على عمليات الزراعة والجمع والتسويق .
3- توافر أنواع مختلفة من التربة المناسبة لزراعة عدد وفير من النباتات الطبية والعطرية، مثل الأراضى الطينية الثقيلة و الرملية الخفيفة والصفراء والجليدية وغيرها.
4- توفر مساحات شاسعة من الأراضى المستصلحة أو القابلة الاستصلاح رخيصة الثمن يمكن استغلالها فى مجال إنتاج النباتات الطبية والعطرية.
5- تمتد رقعة البلاد إلى مسافات شاسعة من ساحل البحر والأبيض المتوسط المعتدل المناخ شاملا إلى حدود السودان الحار المناخ جنوبا ً مما يعطى مجالا ً كبيرا ً فى إختيار النباتات الملائمة لكل مناخ.
6- توفر عدد من النباتات الطبية والعطرية التى تنمو بريا ً ولها أسواق فى الداخل والخارج مثل : السكران المصرى ، بصل العنصل ، الخلة البلدى ، الحنظل والعرقسوس.
الأهمية الطبية للنباتات الطبية والعطرية :-
تحتل النباتات الطبية والعطرية فى الوقت الحاضر مكانة كبيرة فى الإنتاج الزراعى المصرى ، وهى تلقى عناية بالغة فى كثير من الدول المنتجة لها والنباتات الطبية النباتية أومصدر المواد الفعالة التى تدخل فى تحضير الدواء على شكل خلاصات أو مواد فعالة أوتستعمل كمادة خام لإنتاج بعض المركبات الكيميائية التى تعتبر النواة للتخليق الكيميائى لبعض المواد الدوائية الهامة كمادة الكورتيزون وهرمونات الجنس وبديل بلازما الدم وغيرها
ولذلك فان النباتات الطبية والعطرية تعتبر من أهم المواد الإستراتيجية فى صناعة الدواء ، وبالتالى زيادة الحاجة إلى كميات كثيرة منها فى الصناعة .
ومن العوامل التى أدت إلى زيادة الإهتمام بزراعة النباتات الطبية والعطريةواستخدامها فى علاج الأمراض فى الفترة الأخيرة ما يلى :
أولا : - زوال الاعتقاد الذى ساد فى وقت من الأوقات بإمكانية الاستغناء عن النباتات الطبية والعطرية كمصدر طبيعى  لصناعة الدواء واستبدالها بالمواد الفعالة المختلفة بالعمل ويرجع هذا إلى الأسباب الآتية:-
أ- أثبتت التجارب أن تأثير المادة الفعالة المختلفة معمليا ً لا تؤدى التأثير الفسيولوجى الذى تؤديه نفس المادة الفعالة المستخلصة من النباتات الطبية علما ً بأن المادة المختلفة معمليا  ً تكون على درجة عالية من النقاوة .
ب – أثبتت التجارب أن المكونات الدوائية المخلقة معمليا ً لها تأثيرات جانبية كثيرة بجانب التأثير الطبى الاساسى الذى تستعمل من اجله ، وفى اغلب الأحيان تكون هذه التأثيرات ضاره وان لم تظهر أعراضها فى الفترة التى يستعمل فيها الدواء.
وتعرف هذه الأسباب إلى أن الله سبحانه وتعالى قد أوجد فى النبات الواحد محتويات تذكره طبية كاملة من أكثر من مادة فعالة واحدة ، وان هذه المواد تعمل مع بعضها متعاونة فى علاج المرض وأن الحصول على بعضها فى حالة نقية واستعماله بمفرده هو الذى يؤدى قلة الفاعلية أو التأثيرات الجانبية الضارة
ثانيا ً :- بعد العدوان الثلاثى على جمهورية مصر العربية فى عام 1956 م و تأثرت حركة التجارة حدث نقص كبير فى الأدوية والمستحضرات الطبية حيث أن الواردات من الأدوية كانت تمثل حوالى 90 % من حاجة السوق المصرى، ولهذا كان لا بد من العمل على تشجيع الإنتاج المحلى من الأدوية معتمدا ً فى ذلك بدرجة كبيرة على المواد الخام منالنباتات الطبية والعطرية .
ثالثا:- ينمو فى الوطن العربى كثير من النباتات الطبية المتنوعة إما صحراوية أو أعشاب برية تنتشر فى الحقول والمزارع والأودية وعلى امتداد الترع والقنوات ، وقد شجع هذا على جمعها والاستفادة منها فى مصانع الأدوية.
وأدت الحاجة إليها إلى تشجيع استزراعها واستزراع أصناف أخرى مثال ذلك نبات الخلة البلدى و الخلة الشيطانى الذى أصبح ما يجمع منها لان لا يكفى حاجة المصانع التى أصبحت تستوردها من الخارج بالعملة الصعبة
الأهمية الاقتصادية للنباتات الطبية والعطرية :-
تعتبر النباتات الطبية والعطرية فى مصر من المحاصيل غير التقليدية توفر جزء من حصيلة النقد الاجنبى لخزينة الدولة وتتوقف الأهمية الاقتصادية لتلك المحاصيل على العلاقة النسبية بين العائد الاقتصادى منها والعائد الاقتصادى من المحاصيل البديلة أو المنافسة لها على الوحدة من المواد الأرضية سواء بالنسبة للعائد المحلى أو العائد من حصيلة النقد الاجنبى فى الصادرات الزراعية.
فإذا قورن الربح الناتج من محصول فدان الطماطم الذى يصل إلى ما قيمته 3000 جنيه مصرى بالربح الناتج من زراعة فدان بابونج الذى يصل إلى 14000 جنيه مصرى ، يتضح لنا أهمية إنتاج النباتات الطبية والعطرية وتأثيرها فى مضاعفة الدخل القومي.
وقد بلغت المساحة المنزرعة نباتات طبية وعطرية فى عام 2001م 553040 فدان تقدير قيمتها النقدية 724.9 مليون جنيه مصرى ونحو0.97 % من قيمة الإنتاج الزراعي.
واحتلت مصر المركز الحادى عشر بين أهم الدول المصدرة للنباتـات الطبية والعطريـة بقيمة صادرات بلغت 17.7 مليـون دولار
أمريكي عام 2000 م ، وحصة تسويقه بلغت 2.33 %  من إجمالى الصادرات العالمية لنفس العام  .
مثلث الصادرات المصرية من النباتات الطبية والعطرية  0.43 % من إجمالى الصادرات المصرية عام 2001 م ، وبلغ عدد الأسواق التى تصدر إليها مصر النباتات الطبية والعطرية 25 سوق ، استحوذت اكبر25 سواق على 68.26 % من صادرات مصر من النباتات الطبية والعطرية ، وبلغت الأهمية بالنسبة للسوق الامريكى فى الصادرات المصرية من النباتات الطبية والعطرية بأهمية نسبية  تصل إلى 22.56 % من إجمالى الصادرات المصرية .
وبلغ متوسط قيمة الطن من الصادرات المصرية من النباتات الطبية والعطريةعلى مستوى العشر دول الأوائل أعلى قيمة عام 2001 م بما يساوى 3088 دولار أمريكى للطن
أهمية النباتات المنزرعة فى مصر ومناطق زراعتها:-
تتركز المساحة المنزرعة  من النباتات الطبية والعطرية فى أربعة محافظات هى المنيا ، أسيوط ، الفيوم ، وبنى سويف وتمثل المساحة المنزرعة فى هذه المحافظات الأربع حوالى 94.2 % من إجمالى المساحة من النباتات الطبية والعطرية فى الجمهورية ، وتمثل مساحة النباتات الطبية والعطرية المنزرعة فى محافظة المنيا  32.6 % من إجمالى المساحة المنزرعة نباتات طبية وعطرية على مستوى الجمهورية عام 2003 م.
*********


أهمية النبات

قال الله تبارك وتعالى في كتابه العزيز: "وهو الذي أنزل من السماء ماءً فأخرجنا به نبات كل شيء فأخرجنا منه خَضِراً نُخْرِجُ منه حبا متراكبا ومن النخل طَلْعِهَا قِنْوان دانيةٌ وجناتٍ من اَعناب والزيتونَ والرمانَ مشتبها وغير متشابهٍ انظروا إلى ثمره إذا أثمر وينعه إن في ذلكم ءَلاَيات لقوم يومنون" [الاَنعام، 100]، تحثنا هذه الآية العظيمة على ضرورة التفكر في النباتات وثمارها المختلفة والبحث عن مختلف الآيات الربانية والحكم المعجزة التي يتنزه الفكر بها في حدائق الحكمة الإلهية قصد التفكر في قدرة الله وعظمته القوية، ومن جملة هذه الحقائق، النباتات التي سخرها الله سبحانه وتعالى لضمان استمرار حياة الإنسان على الأرض. 
يعتبر النبات المورد الرئيسي لتغذية الإنسان ولكل الكائنات التي يتغذى عليها والتي تحيط به من طيور ودواب وحيوانات وحشرات وأسماك قال الله تبارك وتعالى: "فأخرجنا به نبات كل شيء" [الاَنعام، 100] وقال عز وجل: "وَأَوْحَى رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ أَنِ اتَّخِذِي مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتًا وَمِنَ الشَّجَرِ وَمِمَّا يَعْرِشُونَ ثُمَّ كُلِي مِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ فَاسْلُكِي سُبُلَ رَبِّكِ ذُلُلاً" [النحل، 68-69]، وقال أيضا: "أو لم يروا اَنا نسوق الماء إلى الاَرض الجُرُزِ فنخرج به زرعا تاكل منه أنعامهم وأنفسهم أفلا يبصرون" [السجدة، 27]. ومن حكمة الخالق سبحانه وتعالى أن جعل النباتات خزانا طبيعيا لمواد متعددة تصلح لعلاج الكثير من الأمراض، فقد جعلها الله عز وجل صيدلية متكاملة فكانت وستزال موضوع دراسات وبحوث علمية للتنقيب عن مواد وأدوية جديدة، تزكي جودة الحياة البشرية، وتنقذها من الأسقام والآلام..
أتبت التقدم العلمي أن النباتات تعتبر بمثابة مصانع طبيعية لإنتاج الأكسجين الضروري لتنفس الإنسان والحيوان، فهي تمتص من أشعة الشمس الطاقة الكافية لتحليل جزيئة الماء إلى أكسجين وبروتونات وإلكترونات، كما تعمل على تصفية الهواء من ثاني أكسيد الكربون وبعض المواد المضرة الناتجة عن تلوت الجو. وبفضل هذه الكائنات النافعة يحصل التوازن الإيكولوجي في الطبيعة، فهي تدخل في صيرورة مختلف دورات الحياة كدورة الماء والهواء والمناخ ومكونات التربة، كما توفر المأوى الآمن والبيت اللازم للكائنات الحية.
لقد ساهم اكتشاف الفحم الحجري، واكتشاف النفط بعد ذلك بشكل أكبر في التقدم الاقتصادي الذي مكن الدول المتقدمة من النهوض التكنولوجي والتقدم العلمي المتطور، فلولا تلك المواد العضوية النباتية التي حفظها الله في باطن الأرض لعصور متقادمة لما استطاع الإنسان أن يصل إلى هذا المستوى العلمي الرائد في جميع المجالات، وقد أشار الذكر الحكيم إلى دور الشجر الأخضر كمصدر مهم للطاقة حيث قال عز وجل: "الذي جعل لكم من الشجر الاَخضر ناراً فإذا أنتم منه توقدون" [يسن، 79]، وقال أيضا: "افريتم النار التي تورون ءانتموا أنشأتم شجرتها أم نحن المنشئون" [الواقعة، 74-75].
ومن جهة أخرى يقول الله تبارك وتعالى: "أمن خلق السموات والاَرض وأنزل لكم من السماء ماء فأنبتنا به حدائق ذات بهجة ما كان لكم أن تنبتوا شجرها" [النمل، 62]، تشير هذه الآية الكريمة لفوائد النباتات النفسية وما تدخله من بهجة تشرح صدر الناظر وتمتعه بجمالها الزاهي وبهائها الراقي، كما أن اللون الأخضر يلعب دورا كبيرا في بعث الطمأنينة في النفوس وقد أكد القرآن الكريم هذه الخاصية إذ بين الله عز وجل أن من ألوان ثياب أهل الجنة الأخضر: "عليهم ثياب سندس خضر وإستبرق" [الاِنسان، 21] وقال عز وجل: "متكئين على رفرف خضر وعبقري حسان" [الرحمن، 75].
لذا ينبغي على المرء أن يستحضر قدرة الله عزوجل وحكمه الربانية في الخلق والإبداع بلا قيد ولا حد قصد التدبر المحكم والتسيير المنضبط، والتنظيم المتقن في هذه المخلوقات التي تحقق وظائف متنوعة وفوائد متعددة: "اِن في خلق السماوات والاَرض واختلاف الليل والنهار ءَلاَيات لأولي الاَلباب الذين يذكرون الله قياما وقعودا وعلى جنوبهم ويتفكرون في خلق السماوات والاَرض ربنا ما خلقت هذا باطلا سبحانك فقنا عذاب النار" [اَل عمران، 190-191].
ومن تم فإن التفكر في نعم الله عز وجل التي لا تحصى ولا تعد يجعل المسلم يستشعر قدرة الخالق ويرتقي بالقلب إلى سماء اليقظة فيخرجه من أوحال الغفلة وقيودها، ويعتبر النبات من جملة هذه النعم العظيمة التي منَ الله بها على عباده، فبدون الغطاء النباتي تنعدم الحياة على سطح الأرض.
*********


الســـــــــــاق

في علم النبات الساق (و جمعها سوق) هي محور ودعامة النبات الوعائي فوق الأرض وهي الحاملة للأوراق.
ينتج الساق اليافع من إنتاش النسيج الجنيني المعروف ب تحت الفلقة. استطالة تحت الفلقة ترفع عالياً الفلقتين وبلومول(النسج المكونة الاوراق والبارض القمي (النسيج المولد القمي) (بالإنكليزية: Apical meristem) فوق الأرض. تتمايز الخلايا السطحية وتتحور إلى طبقة بشرية حامية. تتمايز الخلايا قليلة العمق إلى كولانشيم (بالإنكليزية: Chollenchyma)، مؤمنةً الدعم للساق الفتية، ثم تبدأ حزم من الخلايا المتطاولة بالظهور مشكلةً حزماً وعائية بدئية (بالإنكليزية: Provascular strands). تتألف بقية الساق من خلايا متنية (بالإنكليزية: Parenchyma) cells، وهي قسمان: الخلايا التي تقع بين البشرة الخارجية (بالإنكليزية: Epidermis) والحزم الوعائية-البدئية تشكل قشرة نباتية والثاني يقع بعد الحزم الوعائية-البدئية وتشكل اللباب (بالإنكليزية: Pith).
*********
تركيب الساق
تتكون الساق من عدة مناطق هي:
  • القمة النامية: وهي البرعم الطرفي تتكون من خلايا مرستيمية لها القدرة علي الانقسام وتكوين المناطق الأخرى للساق فإنها تحاط بأوراق تعمل علي حمايتها.
  • منطقة الاستطالة: تتكون من خلايا برانشيمية تنشأ من انقسام خلايا القمة النامية وعندما تمتص الماء والغذاء تنتفخ وتستطيل مسببة نمو الساق في الطول.
  • منطقة تخصص الأنسجة: في هذه المنطقة تتمايز كل من البشرة والقشرة والاسطوانة الوعائية.
  • منطقة النضوج: تظهر فيها الفروع والأوراق.
*********
وظائف الساق
للساق اربعة [1]وظائف هي نقل الماء والغذاء بين أجزاء النبات المختلفة. من مهام الساق أيضاً إعطاء الدعامة للنبات. تقوم الساق أحياناً بعملية التمثيل الضوئي. تلعب بعض أنواع الساق مثل الرئد والجذمور دوراً في التكاثر اللاجنسي لبعض أنواع النبات. من أهم الوظائف أيضاً التخزين في بعض أجزاء النبات.
*********
أنواع الساق
يمكن للساق أن تتخذ أشكالاً مختلفة بعضها هوائي والآخر أرضي، ومن هذه الأشكال:
*********


*********


الجذور
الجذر: هو واحد من خمسة أعضاء مهمة موجودة في النبات. الجذر هو أول الأعضاء ظهوراً وينمو مثالياً تحت التربة واستثنائياً فوقها وقمة الجذر النهائية تنمو باتجاه الأسفل (مركز الأرض). لا يتشكل على الجذر أوراق ولا براعم متخصصة. ونتيجة تواجده تحت سطح التربة وارتفاع كلفة الدراسات والأجهزة التي تحتاجها الدراسات وصعوبة تطبيق فاعلية الأجهزة باختلاف أنواع الترب لم ينل حظه الوافر من الدراسات.
ولذلك أكثر من يهتم بالجذر هم دارسو علم فسيولوجيا النبات (علم وظائف الأعضاء). من أجل ذلك وجدت البيئات المخبرية السهلة مثل (الرمل والماء والهواء). والقراءات التي تؤخذ للجذر بعد انتهاء الدراسة هي عديدة مثل: الطول، الشكل، اللون، درجة الافتراش العرضي، حالته (مريض أم لا)، نوع التفرعات الجذرية، الحيز الذي يشغله، الوزن الجاف له
*********
أهم وظائف الجذور

نقل الماء والغذاء بواسطة الأنسجة المتخصصة (الخشب -اللحاء)

امتصاص للأملاح المعدنية والماء

يقوم الجذر بامتصاص الأملاح المعدنية والماء المتحلل من العضويات عن طريق الالتصاق بهذه المواد، ويكون الدخول إلى الجذر عبر فرق التركيز بين خلايا الجذروالبيئة التي ينمو فيها الجذر (ظاهرة الامتصاص)، وهذه الوظيفة تقوم بها بشكل عام الأجزاء الفتية من الجذر وليس الأجزاء الهرمة ويكون المسؤول عنها إما خلاياالبشرة أو الأوبار الماصة الناشئة من خلايا البشرة. ويجب أن نعرف أن النبات يحصل على نسبة كبيرة من مائه وغذائه عن طريق الجذر وفق الترتيب التالي من الأسفل للأعلى:
  1. 40% من الربع الأول من الجذر
  2. 30% من الربع الثاني من الجذر
  3. 20% من الربع الثالث من الجذر
  4. 10% من الربع الرابع من الجذر
وهذا التقسيم يفيد كثيراً في معرفة كيفية التعامل مع عملية تسميد التربة والري.

خزن الغذاء

حيث يتحور الجذر إلى وظيفة تخزينية، ففي ثنائيات الفلقة فإن كامل الغذاء المرسل إليه عبر اللحاء يستهلك جزء صغير منه ويخزن الباقي مثل اللفت وشمندر. أما فيأحاديات الفلقة الحولية فإن الغذاء يستهلك ولا حاجة له لتخزينه، لأنها نباتات حولية حيث يستعمل الغذاء فيها للنشاط الانقسامي، مثل القمح والشوفان والشعير. يكون تخزين الغذاء في أحاديات الفلقة المعمرة في أعضاء أخرى مثل الجذمور أو منطقة التاج أو بصيلات.
وفي النباتات ثنائية الحول، مثل البقدونس وشوندر والجزر، فإن الغذاء المخزن في الجذر خلال العام الأول يستهلكه النبات في العام التالي لإنتاج بذور أو وحدات تكاثرية.

إيجاد صلة بين النباتات والمتعضيات الحيوية

إيجاد صلة بين النباتات والمتًعضيات الحيوية الأخرى الموجودة في التربة، كبكتريا المستجذرة المثبتة للآزوت الجوي في جذور البقوليات، مثل العدس وفول الصوياوالفول العادي، حيث أن هذه الجذور تقوم بإفراز مواد خاصة تتغذى عليها هذه البكتريا فتقوم هي بدورها بتثبيت الآزوت الجوي محققة الفائدة للتربة والنبات معاً.

التكاثر

للجذر وظيفة تكاثرية كما في نباتات البطاطا الحلوة والهليون والفصة التي تعتمد على جذورها في التكاثر بعد رعيها من قبل الحيوانات.

إخراج الماء الزائد عن حاجة النبات

يقوم الجذر بطرح الماء الزائد عن حاجة النباتات.
*********
طبيعة نمو وتعمق الجذور في التربة
وزن الجذر يشكل ربع أو ثلث أو نصف وزن المجموع الخضري. أما المساحة فإنها تصل إلى 2030 ضعف مساحة المسطح الورقي ولو أخذنا بعين الاعتبار الشعيرات الماصة التي كانت وزالت لبلغت المساحة 100 ضعف وهذه الصفة تساهم كثيراًَ في زيادة مساحة التلامس مع الماء والأملاح المعدنية الموجودة في التربة.
وأما معرفة نمط ودرجة تعمق الجذر فإنها تحدد في كثير من الأحيان طريقة السقاية وطريقة التسميد وهي متعلقة غالباً بالعوامل الوراثية وظروف التربة الرطوبية فمثلاً :
أعماق الجذر : الفصة من 5ــ7 م - الذرة من 1.5-2 م - الصباريات 20 - 30 سم - أما الأشجار فتصل جذورها لأعماق 15 م - التبغ 2-2.5 م
جدول (1) يوضح التباين في مواصفات الجذور حسب اختلاف المحصول
المحصول - نوع المجموع الجذري - المدى الفعال للامتصاص قمح ليفي 115 سم شوفان ليفي 75 سم ذرة صفراء ليفي 105 سم شوندر سكريوتدي 30 سم فول الصويا وتدي 30 سم فصة وتدي 120 سم
جدول (2) يوضح التباين في مواصفات الجذور حسب اختلاف المحصول
المحصول أقصى عمق تصل إليه الجذور الانتشار الجانبي قمح 210 سم 20-30 سم شوفان 120 سم 20 -30 سم ذرة صفراء 180 سم 105 سم شوندرسكري 60 سم 30 - 60 سم فول صويا 60 سم 60 سم فصة 70 سم 60 سم
*********